تحدث عملية السمع عندما يتم استقبال الأصوات من حولنا عبر الاذنين ومرورها عبر المسارات العصبية للجهاز السمعي وصولاً الى الدماغ حيث يتم الاحساس بالصوت ومعالجته. تعتبر الأذن أحد الاعضاء المدهشة في جسم الانسان، حيث تقوم بجمع الموجات الصوتية من الوسط المحيط بنا، ثم تقوم بتحويلها إلى اشارات عصبية وترسلها إلى الدماغ. يعتبر السمع طبيعياً إذا كانت جميع أجزاء ووظائف المسار السمعي طبيعية. وهذا يشمل الأذن، والمسارات العصبية، والدماغ. إن حدوث أي عجز أو خلل في أي نقطة على طول المسار السمعي قد تؤدي إلى ضعف في السمع.
تستطيع الأذن سماع الأصوات ضمن مدى واسع يتراوح بين أصوات منخفضة جداً مثل الهمس وأصوات عالية جداً مثل صوت الانفجار. تقاس شدة الصوت باستخدام وحدة تسمى “الديسيبل”، وتعبر وحدة “الديسيبل” في فحص السمع عن شدة الصوت على مقياس يتراوح بين (صفر الى حوالي 120 ديسيبل).
تكون شدة الصوت عند الكلام العادي حوالي 60 إلى 65 ديسيبل، كما أن معظم الناس يعتبرون الصوت مرتفع جداً وغير مريح عندما تصل شدة الصوت الى 100dB أو أكثر.
تتكون الأذن الخارجية من صوان الأذن، والقناة السمعية الخارجية، والسطح الخارجي لطبلة الأذن. يقوم صوان الاذن بجمع الموجات الصوتية وتوجيهها نحو القناة السمعية الخارجية للوصول إلى طبلة الأذن.
طبلة الأذن عبارة عن غشاء رقيق جداً ومرن وهي تفصل بين الأذن الخارجية والأذن الوسطى. تعمل طبلة الأذن مثل غشاء الميكروفون حيث أنها تهتز متأثرة بالموجات الصوتية الواصلة اليها لتحول الطاقة الصوتية إلى طاقة ميكانيكية يمكنها العبور الى الأذن الوسطى.
الأذن الوسطى هي عبارة عن حجرة صغيرة مليئة بالهواء وتفصلها طبلة الأذن عن القناة السمعية الخارجية. يوجد في الأذن الوسطى ثلاث عظيمات صغيرة؛ هي المطرقة، السندان، والرِكاب. هذه العظيمات ترتبط مع بعضها البعض لتشكل سلسلة عظمية تقوم بنقل وتكبير الاهتزازات الصوتية من طبلة الأذن الى الأذن الداخلية. تبدأ هذه السلسلة بعظمة المطرقة الملتصقة بالجانب الداخلي لطبلة الأذن، وتنتهي بعظمة الركاب التي ترتبط بغشاء آخر يسمى النافذة البيضوية والتي تشكل المدخل الى الأذن الداخلية.
عند وصول الأمواج الصوتية إلى طبلة الأذن فإنها تؤدي الى اهتزازها. ينتقل هذا الاهتزاز عبر السلسة العظمية الموجودة في الأذن الوسطى بِدءاً بالمطرقة ومروراً بالسندان وانتهاءً بعظمة الركاب ليصل الى النافذة البيضوية ويدخل الى الأذن الداخلية. تمتلك الأذن الوسطى خصائص ميكانيكية وفيزيائية فريدة تمكنها من تضخيم الذبذبات الصوتية قبل أن يتم ترحيلها الى الاذن الداخلية عن طريق النافذة البيضوية.
تتكون الأذن الداخلية من جهاز السمع وجهاز التوازن. يسمى جهاز السمع بالقوقعة والتي تتميز بشكلها الحلزوني. تتكون القوقعة من كبسولة عظمية تضم في داخلها تركيب غشائي ينقسم الى ثلاث قنوات مليئة بالسوائل. تعرف هذه القنوات بالقناة الدهليزية، والقناة القوقعية، والقناة الطبلية.
يوجد على طول القناة القوقعية عضو بالغ الحساسية ذو تركيب عصبي مميز يسمى “عضو كورتي”. مع أن هذا العضو يتكون من أنواع متعددة من الخلايا إلا أن هنالك نوعين فقط من هذه الخلايا في غاية الأهمية لإتمام عملية السمع. تعرف هذه الخلايا بالخلايا الشعرية الخارجية والخلايا الشعرية الداخلية. وتسمى هذه الخلايا بهذا الاسم لأنها تحمل العديد من الشعيرات الحسية على السطح العلوي لكل خلية.
ان انتقال الاهتزازات الصوتية عبر النافذة البيضوية يؤدي الى تحرك السوائل الموجودة في قنوات القوقعة مما يؤدي الى اهتزاز الشعيرات الموجودة على سطح الخلايا الشعرية. عند اهتزاز هذه الشعيرات تتحفز الخلايا الشعرية وتقوم بإصدار سيالات عصبية تنطلق عبر العصب السمعي والمسارات العصبية المركزية باتجاه القشرة الدماغية حيث يتم إدراك الأصوات.
يتطلب القيام بالوظيفة السمعية بشكل طبيعي أن تشارك كلا الأذنين في عملية السمع. حيث تعمل كلا الأذنين معا بشكل متكامل لإيصال مدخلات سمعية كافية للدماغ ليتمكن من معالجة الأصوات بالدقة المطلوبة. بشكل عام فإن الاستماع بكلا الأذنين يضيف العديد من المزايا مقارنة بالاستماع بأذن واحدة فقط ومنها:
- سماع الصوت بشكل أعلى وأوضح.
- فهم الكلام بشكل أفضل وخصوصا عند وجود الضوضاء، حيث أن استقبال المدخلات الصوتية بشكل متوازن في كلا الأذنين يمكن الدماغ والمسارات العصبية المركزية من تمييز أصوات الكلام عن الضجيج. يفقد الدماغ هذه الخاصية في حالة توقف إحدى الأذنين عن العمل مما يؤثر بشكل كبير على فهم الكلام في الضوضاء.
- التقليل من الازعاج الناتج عن التعرض للضوضاء.
- تحديد مصدر الصوت أو الشخص المتكلم من حولنا، ويتم هذا من خلال قدرة الدماغ على تحليل الفرق في الوقت وشدة الصوت بين كلا الأذنين.
- منع حدوث كسل سمعي أو ضمور في المسارات العصبية للجهاز السمعي، حيث أن الدماغ والمسارات العصبية بحاجة إلى التحفيز المستمر من كلا الأذنين للحفاظ على الخلايا العصبية للجهاز السمعي على المدى البعيد.
- الاحساس بالأصوات من حولنا بشكل ثلاثي الأبعاد مما يساعد المستمع على تقدير المسافة بين المستمع ومصدر الصوت.
ببساطة، فإن الاستماع من خلال كلا الأذنين يؤدي الى تحسين نوعية الصوت المسموع مما يمكننا من الاستمتاع بالموسيقى، والتمييز بين الأصوات القريبة والبعيدة، والقدرة على التواصل مع الآخرين في كافة الظروف بالرغم من وجود الضوضاء.